تونس في 14 جانفي 2021
تحيّة إكبار وعِرفان بالجميل من الجمعيّة الوطنيّة لطلبة الدّكتوراه والدّكاترة الباحثين التّونسيّين لكلّ شهداء الوطن ولنضالات الشّعب التّونسي الأبيّ، ولتضحيات الدّكاترة الباحثين المعطّلين عن العمل.
تونس اليوم، تونس السّباقة إلى إحداث المُختلِف عربيّا وإقليميّا. البلدُ الّذي يُثبتُ أبناؤه يوما بعد يوم عظمة الخطوات الثوريّة والحقوقيّة التي يؤسّسون لها بأطروحاتهم ونضالاتهم. تشهد هذه الأيّام حراكا فكريّا وعلميّا استثنائيّا لا يدافع فيه الدّكاترة الباحثون عن حقّهم البحثي والمهنيّ فحسب. بل يطالبون فيه بمنحهم الفرصة لإنقاذ الوطن ممّا يواجهه من أزمات وجوائح، ولِتحقيق أمنهُ الاقتصادي والاجتماعي.
ولا يُسمَحُ لدولة تؤسّس إلى سبقِها الديمقراطي والحقوقي في محيطها العربي والإقليمي أن تُهدِر كرامة الدّكاترة الباحثين في سياسات مُرتجلة سِمتها التنظير لا التطبيق. وأن تتجاهل بقراراتها السطحيّة مستوى الدّكاترة الباحثين العلمي والثقافي. فهم روّاد اقتصاد المعرفة والإدارة الرّقمية والدّراسات الإنسانيّة والابتكارات المخبريّة. وعارٌ عليها استنزاف طاقاتهم بإقصائهم مهنيّا، وتهميش اعتصامهم المفتوح الذي كان ردّة فعل عفويّة على سنوات من الخذلان. وبتواصل سياسة ترحيل الأزمات والالتزامات ازداد الوضعُ اليوم احتقانا وخطورة بعد دخول عشرة دكاترة باحثين في إضراب جوع مفتوح. فإلي أين تنوي سلطة الإشراف أن تذهب بملف نُخبة البحث العلمي في ظلّ وضع وبائي غير مسبوق؟
نلفتُ نظر أصحاب القرار وهم يحتفلون بـ”عيد الثّورة” إلى اختلاف الأعياد الوطنيّة عن سائر الأيّام، فهي رمزٌ للحظات فارقة غيّرت فيها الإرادة الحرّة مسار الوطن. وهذا ما يفرضُ على سُلطة الإشراف أن تأخذ العِبرة ممّا أحدثته هذه المناسبات. لأنّ ما يخلقُ الأزمات ليست أحداثها الظرفيّة فحسب, إنّما تجاهل ما يطرحه أصحاب الحراك الجماهيريّ أو النُّخبويّ من إخلالات، وما ينشدونه من رهانات.
عاشت تونس أبيّة واستثنائيّة على الدّوام، وعاش الدّكتُور الباحث التّونسي استثنائيّا في تضحياته ورهاناته في “يوم يشهد به التّاريخ أنّه من أيّام الفخر والذّكريات الّتي لا تُمحى” .
عن الهيئة المديرة
رئيس الجمعيّة
محمّد حدّاد