في حركة رمزيّة في اليوم العالمي للتّضامن مع الشّعب الفلسطيني، وفي سياق الوضع الدّقيق الذي يمرّ به حاليّا الشّعب الفلسطيني عموما، والنخب الأكاديميّة الفلسطينيّة خصوصا، توجّه الجمعية الوطنيّة لطلبة الدّكتوراه والدّكاترة الباحثين التّونسيّين رسالة دعم وتضامن إلى طلبة الدّكتوراه والدّكاترة الباحثين الفلسطينيّين. وهذا نصّها:
تونس في 29. 11. 2023
رسالة مفتوحة
من الجمعية الوطنية لطلبة الدكتوراه والدكاترة الباحثين التونسيين إلى طلبة الدكتوراه والدكاترة الباحثين الفلسطينيّين داخل فلسطين وخارجها
تحيّة العزّة والصّمود، أمّا بعد
إنّ صمودكم وصمود الشعب الفلسطيني شرف لكلّ طلبة الدكتوراه والدكاترة الباحثين ولكلّ ضمير إنسانّي حرّ. فأنتم من موقعكم في الجامعات الفلسطينية وخارجها أمل هذا الجيل الفلسطينيّ الصّامد، وفجر الظلمة التي تعمّ أجواء فلسطين المحتلّة إلى حين. أنتم علامة من علامات صمود فلسطين وثبات قضيّتها. ومعكم سنحقّق مشروع البحث العلمي العربي، واجهة تحرير الشعوب العربيّة وريادتها واستقلالها المعرفي والاقتصادي والسياسي.
نراسلكم من تونس، التي طالما كنتم جزءا منها وكانت داعمة للقضية الفلسطينيّة رسميّا وشعبيّا. ونشدّ على أياديكم ونحيي صمودكم أمام العدوان الغاشم الذي تجرّمه كل المواثيق الدولية والشرائع الدّينيّة، بل صار يهدّد وجاهة الاعتقاد في ثبات كلّ القيم الإنسانية وينتهك حرمتها وقداستها في الضمير الإنساني.
زملاءنا، يكفيكم شرف الثّبات على رهانكم الوطني والعلمي في ظلّ هذا العدوان، ويبقى تحرّك شعوب العالم بمختلف أجناسها وأعراقها أبرز دليل على سموّ حقوقكم ورمزيّتها العالميّة، لتصبح فلسطين جوهر القيم الإنسانيّة، وليكون العدوان عليها عدوانا على جوهر الإنسان الفكري والأخلاقي. وها هي شعوب العالم تنتفض انتصارا للقيم وللمبادئ الأخلاقية التي بنتها التجربة الإنسانية على مرّ العصور دينيا وفلسفيا واجتماعيا. ولا نشكّ أنّ طلبة الدكتوراه والدّكاترة الباحثين الفلسطينيين رمز من رموز الوجود الفلسطيني المقاوم والفاعل والمبدع في كلّ المجالات داخل فلسطين وخارجها.
وإيمانا منّا بعلوية القيم الإنسانية وبحرمة النّفس البشرية وبحق الشّعوب في تقرير مصيرها وتحرير أوطانها، تقترح الهيئة المديرة للجمعية الوطنية لطلبة الدكتوراه والدكاترة الباحثين التونسيين إحداث ميثاق عربي أكاديمي لتجريم التطبيع، ويكون الانخراط المبدئي فيه بصدور بيانات رسميّة تتعهد فيها الجامعات ومراكز البحوث العربيّة بموافقتها على تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ثمّ يقع صوغ بنوده من طرف هذه الهيئات والمؤسّسات المنخرطة، وهو ما سيشكّل نواة تضامنية في صفوف الأكاديميين العرب، كما سيكون خطوة جادّة في طريق بناء مشروع علمي عربيّ جامع.
دام صمودكم، دام عزمكم، دمتم واجهة فلسطين المتعلّمة الباحثة المبتكِرة.
تحيتنا لكم أينما كنتم، وتمنياتنا لكم وللشعّب الفلسطيني بوافر العزم والصمود، وبالنّصر .
عن الهيئة المديرة
رئيس الجمعيّة
محمد حداد